بيكهام..ومستقبل النجومية الغامض
فتيات يابانيات يحملن صور ديفيد بيكهام عام 2003
وبعيداً عن الملاعب الخضراء يواجه بيكهام خطر السقوط من على عرش النجومية العالمية وفقدان القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي أرساها على مدار السنوات العشر الاخيرة ولعل ما حدث فى رحلة فريق لوس انجلوس جالاكسى الأمريكى إلى آسيا خلال الأيام القليلة الماضية خير شاهد على ذلك ،ففى هونج كونج لم يتعد أعداد الجماهير العاشقة لبيكهام والتى حضرت الى المطار لاستقباله سوى العشرات،مقارنة بما كان عليه اثناء زيارته السابقة للبلد ذاتها عام 2003 مع ريال مدريد،حيث استقبله وقتها المئات من المشجعين.
.
كما لم تشهد المباراة الاستعراضية التى لعبها بيكهام بقميص جالاكسى أمام مضيفه هونج كونج يونيون،وانتهت بخسارة الفريق الأمريكى بضربات الجزاء الترجيجية،الإقبال الجماهيرى الكبير،وأكد اتحاد هونج كونج لكرة القدم أن تذاكر المباراة لم يبع منها سوى ما يقرب من 20 ألف تذكرة من أصل 35 ألف بينما يبلغ سعة الاستاد 40 ألف مقعد.
وأرجع المنظمون على هذه المباراة،التى أقيمت فى التاسع من مارس الحالى ونجح بيكهام فى التسجيل خلالها،أن عزوف الجماهير إلى عدم معرفة المشجعين بلاعبى جلاكسى،وهو ما وضح خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده مدرب الفريق الهولندى رود خوليت والذى صرخ في إحدى المرات قائلا "لست والد بيكهام" وذلك من كثرة الاسئلة الموجهة اليه بخصوص اللاعب.
مشوار بيكهام
بيكهام مع مانشستر يونايتد
ولد ديفيد روبيرت جوزيف بيكهام في الثانى من مايو 1975 في مدينة ليتونستون شرق لندن وهو المكان الذي نشأ وتربى فيه مع عائلته حيث تلقى تعليمه الاولى وتعلم مبادئ كرة القدم وأساسياتها،ويبلغ طوله 183 سم ووزنه 74 كجم،ويمتاز بتسديداته الصاروخيه وكراته العرضيه الدقيقه،وسرعته ومهارته العاليه في التمرير.
وإنضم بيكهام في عمر الـ16 لمانشستر يونايتد بصفة رسمية وكان ذلك عام 1991،وظهر للمرة الأولى في البطوله الوديه لكأس الكوكا عام 1992 مع زملائه ريان جيجز وبول سكولز وجاري نيفل ليصعد إلى الفريق الأول عام 1993 ليصبح لاعباً محترفاً بعد أربعة اشهر فقط من أول مشاركه رسميه له مع الفريق الأول.
وبدأ بيكهام مشواره الاحترافي مع "المان يونايتد" عام 1994 وكان أول ظهور له في الدوري الانجليزي ضد فريق ليدز يونايتد على أرضه وشارك في ذلك الموسم في أربعة لقاءات ثم أعير لنادي بريستون الانجليزي موسم 1995 / 1996 وشارك معه في العديد من المباريات وسجل هدفين،وفي العام التالي عاد بيكهام لمانشستر بعد المستويات القويه التي قدمها مع بريستون والتى ضمنت له مكانا في التشكيل الاساسي كلاعب خط وسط وشارك في 33 مباراه سجل خلالها 7 اهداف.
بدأ بيكهام يثبت خطاه في مسيرته نحو عالم النجوميه حيث لعب 36 مباراه سجل خلالها 7 أهداف موسم 1996 / 1997 ونتيجة لهذا التالق أصبح النجم الأول في "المان يونايتد" ،وتم دعوته للمنتخب الإنجليزي وشارك معه في التصفيات المؤهله لكأس العالم عام 1998 بفرنسا.
وفى نهائيات مونديال فرنسا،شارك بيكهام مع منتخب بلاده تحت قيادة المدرب جلين هودل الذي أبقاه أسيرا على دكة البدلاء في اول لقائين للمنتخب الانجليزي بالبطولة أمام تونس ورومانيا ليشارك فى اللقاء الختامى بالدور الأول أمام كولومبيا وينجح فى تسجيل هدفاً رائعاً من ضربه حره رائعه أهلت إنجلترا لدور الـ16 واعتبرته الصحافه بطلا وطنيا.
وانقلب الحال تماماً فى مباراة الأرجنتين بالدور ثمن النهائى حيث حصل بيكهام على البطاقة الحمراء بعد الخدعه التي قام بها دييجو سيموني ليصبح بيكهام فى عيون الشارع الرياضى فى بريطانيا هو المتهم الأول في خروج انجلترا من كأس العالم على الرغم من الخسارة أمام "التانجو" بركلات الترجيح بعد تعادلهما بهدفين لكل منهما.
وتوقع خبراء كرة القدم بأن يغادر النجم الموهوب الملاعب الإنجليزيه نظراً لما تعرض له من انتقادات حادة حيث استقبلته الجماهير بصافرات الاستهجان عندما لعب أول مباريات الدوري الإنجليزي أمام ليستر سيتى ولكنه سرعان ماأثبت للجميع بأنهم ظلموه ونالوا من نجوميته،ورد عليهم بهدف خرافى
بيكهام فى إحدى رحلاته الدعائية
لا يحرزه إلا نجم كبير من طراز ديفيد بيكهام وذلك عندما تصدى لتسديد ضربه حره أسكنها في الزاويه العلويه لحارس مرمى ليستر سيتى وسط دهشة الجميع.
وفي موسم 1998 / 1999 لعب 34 مباراه وسجل 6 اهداف وأسهم في تحقيق الدوري والكأس وبطولة دورى أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونيخ الألمانى،وفى الموسم التالي لعب 31 مباراه وسجل 7 أهداف وكان موسما ناجحا بكل المقاييس للنجم الانجليزي وواجه اللاعب العديد من المشاكل من قبل الصحافه والإعلام بسبب قصة شعره المميزه مما دفعه لحلاقة شعر رأسه ليتخلص من الأسئله ومن المشاكل الصحفيه بخصوصها إلا أن شركات الدعايه والإعلان التي وقعت معه عقودا وصورت معه اعلانات لشامبو الشعر قامت برفع دعوى قضائيه لمحاسبة النجم على حلق رأسه وتغيير شكله ولكنها لم تقبل لعدم وجود شروط تمنعه من حلق شعر رأسه.
وواصل التألق على الصعيدين المحلى والدولى وساهم بشكل كبير ومؤثر في تأهل انجلترا لنهائيات كأس العالم بكوريا واليابان 2002 بقيادته للمنتخب بأهدافه الصاروخيه، وفي موسم 2001 / 2002 لعب 28 مباراه سجل خلالها 11 هدفا وشارك في نهائيات كأس العالم إلا أن حلمه لم يتحقق بعد خروج انجلترا امام منتخب البرازيل في دور الثمانيه،وفي آخر موسم له مع مانشستر،واصل إبداعه وتألقه المعهود إلا أنه تعرض لكسر في الضلع أبعده عن الملاعب أسابيع وهو ما أثر سلباً في وسط ميدان "الشياطين الحمر".
بيكهام ورونالدو مع ريال مدريد
وفى صيف 2003 وصلت بيكهام مجموعة من العروض الرائعة والمغرية لتأتي الفاجعة ويعلن انتقاله للريال في وسط غضب جماهير مانشستر ،وكانت بدايته مع الريال غير مرضية أبداَ وللأسف لم يحصد سوى بطولة واحدة مع الريال على مدار أربعة أعوام كانت هى بطولة الدورى المحلى موسم 2005 / 2007 لينتقل بعدها إلى لوس أنجلوس جالاكسى الأمريكي مقابل مبلغ خيالي بلغ 128 مليون جنيه استرليني لمدة 5 سنوات.
وللمرة الثالثة يخفق بيكهام ورفاقه فى المونديال العالمى بعد الوداع الحزين لإنجلترا من بطولة كأس العالم الأخيرة التى استضافتها ألمانيا عقب خسارته فى الدور ربع النهائى أمام البرتغال بضربات الترجيح بعد تعادلهما فى الوقتين الأصلى والإضافى للمباراة بدون أهداف.
إنجازات بيكهام
وتبقى إنجازات بيكهام الشخصية تتحدث عن نفسها بكل فخر حيث حصل على لقب أفضل لاعب شاب في أوروبا عام 1997 ،وأفضل لاعب في العالم و الكرة الذهبية من المجلة الفرنسية الشهيرة فرانس فوتبول عامى 2000 ، 2001 ،وثاني أفضل لاعب في العالم حسب تصنيف الفيفا عام 2001 ،وأفضل لاعب إنجليزي فى تاريخ إنجلترا إلى جانب تصنيفه كأسطورة الكرات الثابتة وشهد له العديد من النجوم بذلك وعلى رأسهم البرازيلى روبرتو كارلوس نفسه.
الإثنين مايو 19, 2008 10:02 am